سكوبريس الخبر كما هو والتعليق حر
محمد الأمين ازروال
مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس، وقضية الصحراء، كما أكد جلالة الملك، هي المنظار الذي يقيِّم المغرب من خلاله علاقاته الدولية ،وعليه فإن تمثيليته، في قمة جزيرة جربة التونسية لتجمع الدول الفرنكوفونية، على مستوى مديرة في وزارة الخارجية، إنما هو تعبير عن موقف تجاه الرئيس التونسي(قيس سعيد) الذي كان، كما هو معلوم، قد خصّ الانفصالي إبراهيم رخيص، باستقبال يليق برؤساء الدول، أثناء احتضان تونس لقمة “تيكاد” اليابانية الأفريقية، وهو الأمر الذي أدى الى انسخاب المغرب ومقاطعته لهذه القمة، وبالتالي إلى تدهور العلاقات المغربية التونسية وسحب السفير المغربي من تونس؛ وليست القمة الفرنكوفونية، التي ترأسها فرنسا، أهم من قمة “تيكاد” التي ترأسها اليابان، والحالة أن العلاقات المغربية الفرنسية تعيش أسوأ فتراتها بسبب تلكئ فرنسا في الافصاح عن موقف واضح تجاه قضية الصحراء المغربية، لاسيما بعد الخطاب الملكي الذي قال فيه جلالة الملك، ان قضية الصحراء هي الميزان الذي ستقيم به، مستقبلا، علاقات المغرب بجميع شركائه، ولن يقبل بعد اليوم المواقف الرمادية، فإما مع أو ضد.
يضاف إلى ذلك موقف فرنسا الرافض لمنح التأشيرة للمغاربة الذين يرغبون في زيارة فرنسا، إما لغرض السياحة أو الدراسة أو لحضور مؤتمر علمي او ما شابه.
إذا كان البعض قد تفاءل بعودة العلاقات بين البلدين إلى سالف عهدها، بعد فوز شركة فرنسية بصفقة القطار الفائق السرعة بين الدار البيضاء وأكادير، مرورا بمراكش، فإن المغرب بالمقابل يسير في اتجاه وضع حد لهيمة الشركات الفرنسية على الاقتصاد الوطني، لينفتح في علاقاته الاقتصادية على مختلف الشركاء ؛ولعل انهاء عقود شركات التدبير المفوض للماء والكهرباء في عدد من المدن، يندرج في هذا السياق.
يأتي كل هذا في وقت يشهد فيه التواجد الفرنسي في أفريقيا انحسارا ملحوظا، فبعد خروجها من كل من مالي والنيجر، هناك دول أفريقية مرشحة، مستقبلا، للخروج، من هيمنتها الاقتصادية والثقافية، والانفتاح على شركاء آخرين وعلى ثقافات أخرى، وهو التخوف الذي عبّر عنه، بنوع من الحسرة، الرئيس ماكرون، في القمة التي احتضنتها جزيرة جربة التونسية.
