سكوبريس الخبر كما هو والتعليق حر
محمد الأمين ازروال
قيَّض الله لهذا البلد أن يكون شهر نونبر شهر الملاحم البطولية، فخلاله عرف تاريخ المغرب المعاصر، العودة المظفرة لبطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس، من منفاه السحيق، ليعلن عن انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ عهد الحرية والاستقلال؛ وفي نفس الشهر من سنة1975، أعلن جلالة الملك الحسن الثاني،انطلاق المسيرة الخضراء لتحرير الأقاليم الصحراوية من يد المستعمر الإسباني الغاشم؛ وتشاء الأقدار إلا أن يحقق أُسُود الأطلس في الشهر التوام لشهر نونبر، انتصارا على فريق الدولة التي كانت مستعمِرة للأقاليم الصحراوية المسترجعة، وأن يحقّق لأول مرة في التاريخ فريق عربي، وعن جدارة، شرف التأهل إلى ربع نهائي كأس العالم، وليس مستحيلا أن يُتَوَّج يوم السبت القادم(10 دجنبر2022)، بفوز آخر للأسُود في مواجهتهم لفريق الدولة التي هُزمت على يد الأبطال المغاربة، في معركة وادي المخازن، بنفس الإصرار والعزيمة التي انتصر بها على فريق الدولة التي خاض ضدها الأبطال المغاربة ملحمة بطولية في معركة الزلاقة.
فرحة أُسُود الأطلس المغاربة بفوزهم على منتخب إسبانيا وتحقيق التأهّل لربع نهائي مونديال قطر
هل أصبحنا نعيش عصرا انتقلت فيه أساليب المواجهة بين الدول، من عسكرية إلى رياضية، وأضحت فيه الرياضة أداة حضارية وسلمية، بديلا للمعارك العسكرية، أو على الأقل أن ذلك هو أمل الانسانية جمعاء؟.
لقد أثار الجمهور المغربي، المسانِد لأُسود الأطلس، بنظامه وحماسته، إعجاب العالم أجمع، وأشادت بدوره كل الوفود المشارِكة، كما اعتبره رئيس “الفيفا” ليس لاعبا رقم 12كما هو مُتعارَف عليه، بل لاعب رقم1.
إذا كان هذا شأن الجمهور المغربي الحاضر في قطر، الذي توافَدَ من القارات الخمس لمساندة الأسود، فإن الجمهور المغربي المتابِع عن بُعد، ومن مختلف الأصقاع والبقاع، لم يكن أقل حماسة من الجمهور الحاضر في عين المكان.
ذكّرتني حماسة ووطنية الجمهور المغربي، بالكلمة التي قالها جلالة الملك الحسن عندما منح الميثاق الجماعي، إثر المسيرة الخضراء مباشرة، اختصاصات ديمقراطية جديدة للمجالس المنتخبة، حيث قال أن شعبا ضحّى بأرواحه من أجل استكمال وحدته الترابية وتحرير صحرائه، يستحق أن يمارس شؤونه بكامل الحرية..
قياساً على ذلك، فإن ما فعله الجمهور المغربي بمناسبة مونديال قطر، يستحق عليه المزيد من الرعاية والمزيد من الاهتمام بشؤونه، وعلى الحكومة أن تحرص أشد الحرص، على ان يحظى بجميع حقوقه الاقتصادية والاجتماعية.
